التصميم الداخلي بين الفن والحرفة

الملخص

إن التصميم الداخلي الحديث لا بد من أن يستند إلى مجموعة من النظريات التي تهيمن على إنتاجه وجودته، بمعنى الفكر الإبداعي الذي يحكم الإنتاج الحرفي في إطار هذا التصميم، ويصبغها بصبغة متفردة ورؤية خاصة تعكس الأصالة التقنية والجمالية. والتصميم الداخلي للمحال التجارية على اعتبارها تنطوي على منطق فكري يتفاعل في اتساق وتوافق مع الجانب العملي التطبيقي، يؤثر وينعكس كل ذلك في معطياتها الجمالية، ويمكن من خلال تناول مصادر الدراسات التي تناولت موضوع الفن والحرفة وضرورة المواءمة في ما بينها والنظريات التصميمية في آراء المعماريين والفنانين في القرن العشرين أمثال، Walter Groupies وMies Van Dewrohe وJohannes Iteen، حيث توصل هؤلاء الفنانين من خلال تجاربهم على الخامات وتقنياتها إلى مفاهيم جديدة من خلال الهجوم الذي قاموا به على التقاليد الكلاسيكية القديمة التي كانت مسيطرة أبان القرن العشرين، كما اعتمدوا على تعاليم الباوهاوس المبنية على التجربة العملية مع التأكيد على استخدام خامات وتقنيات وتركيبات جديدة وهنا جاء التصريح الأول الذي أعلنته مدرسة الباوهاوس والذي أكد على أن الفن ليس مهنة وأنه يجب على المعماريين، والمصورين، والنحاتين أن يدركوا السمة المميزة للبناء المعماري باعتباره كينونة قائمة بذاتها، كما أكد التصريح هذا على غياب الفوارق الجوهرية بين الفنان والحرفي، وتكوينهما في رؤية موضوعية متكاملة تجمع بين مهارة الحرفي وإبداع الفنان، وذلك بهدف تحديد الإطار العام لنظرية تصميمية تطبيقية تستند إلى أصول إبداعية جمالية.