أسباب السلوك العدواني عند الأطفال من وجهة نظرهم

الملخص

انطلاقاً من أهمية دور الخدمة الاجتماعية مع الاطفال وخاصة في التعامل مع المشكلات السلوكية لديهم فقد هدفت الدراسة الى التعرف على أسباب السلوك العدواني عند أطفال طلبة المرحلة الاعدادية في ثلاث مدارس حكومية في محافظة العاصمة عمان والذين تراوحت أعمارهم ما بين 12-15 سنة؛ لأن هذه المرحلة العمرية من الطفولة هي من أكثر الفئات التي تعاني من مشكلات عدوانية في السلوك. استخدم الباحثان المنهج النوعي من خلال استخدام أداة المقابلة الجماعية مع (35) طالباً كعينة قصدية ممن يمارسون سلوكيات عدائية متفاوته حسب سجلاتهم في مدارسهم. من خلال استيعاب الإدعاءات المختلفة التي قدمتها كل من نظريات الطفولة والسلوك العدواني، هذه الدراسة عملت على تطوير فهم عميق لأسباب السلوك العدواني عند الأطفال من وجهة نظرهم ومن خلال خبراتهم وتجاربهم في التفاعل مع البناءات الاجتماعية الكبرى والصغرى، ككيانات فاعلة ونشطة اجتماعياً، والتي كان لها تأثيرات مختلفة على إثارة السلوك العدواني لديهم. وفقآ لنتائج الدراسة، تبين ان وجهات نظر الأطفال حول أسباب السلوك العدواني لديهم هي قضية معقدة ومتشابكة. كان من الواضح أن وسائل تربية الطفل غير الفعالة أثرت في إثارة سلوكيات عدائية مختلفة عند الأطفال مجتمع الدراسة. بينت نتائج الدراسة أن انعدام رقابة الوالدين على سلوك أبنائهم، نقص التنشئة الاجتماعية، الاساءة الجسدية واللفظية للاطفال واهمالهم كلها اسباب أدت الى خلق السلوك العدواني عند الاطفال داخل المجال المدرسي. كما بينت نتائج الدراسة، أن السلوك العدواني عند الأطفال هو طريقة للتعبير عن رفضهم للقيد الطبقي من الفقر والذي حدد علاقتهم مع المعلمين الذين تعاملوا معهم بدونية وعملوا على تقييد حريتهم داخل الغرفة الصفية مقارنة مع الاطفال الذين ينتمون الى الطبقة الاجتماعية المتوسطة والغنية؛ الأمر الذي خلق ردود فعل عدائية مختلفة في علاقتهم مع المعلمين والأطفال الآخرين. السلوك العدواني كان ايضآ تعبيرآ عن تدني التحصيل الدراسي للمبحوثين نتيجة لشعورهم بالاحباط لعدم قدرتهم على تحقيق أهدافهم الاكاديمية كباقي الطلبة. أظهرت نتائج الدراسة أيضاً أن السلوك العدواني هو سلوك متعلم، حيث الأطفال يقلدون في سلوكياتهم مايشاهدونه من مشاهد عدوانية داخل أسرهم، ومع جماعة الرفاق، ومن خلال وسائل الاعلام المرئية. البناء الاجتماعي الثقافي من "الرجولة" في المجتمع الأردني والذي يحث على الرد على العدوان بالعدوان كان سبباً آخراً لتفسير السلوك العدائي عند الأطفال. وقد خلصت الدراسة الى مجموعة من التوصيات كان من أهمها: تفعيل دور الخدمة الاجتماعية في رسم السياسات الاجتماعية لحماية الأطفال من مسببات ومخاطر السلوك العدواني في علاقتهم مع البناءات الاجتماعية المختلفة والعمل على الوقاية منها، ومعالجتها والحد منها. بالإضافة إلى إجراء بحوث ودراسات مستقبلية تستقصي مظاهر وأسباب السلوك العدواني لدى فئات عمرية أخرى غير التي استهدفتها هذه الدراسة.