منهجيّة الدكتور أحمد مختار عمر في تصحيح لغة الإعلاميّين والمثقفّين

الملخص

من يرتاد فضاءات التصحيح اللغوي في العصر الحديث - التي صاحبت فشوّ اللحن واستفحال الخطأ اللغوي في المنطوق والمكتوب – سيقرّ في ذهنه توءمة هذه الحركة بين منهجين غاية في الاختلاف، وسيصطدم بثنائية المنهجية التي ارتضاها لغويو العصر الحديث في معالجة قضايا الصواب والخطأ في شتى الحقول اللغوية، وسيلحظ ثغرات منهجية لدى من انبروا للتصحيح اللغوي بين مضيّق لا يكاد ينفك من عقال الزمكانيّة لعصور الاحتجاج، وبين مترخّص يدخل على اللغة الغثّ والسّمينمتوسّداقولة: " إن أنحى الناس الذي لا يخطّئ أحدا "، وفي خضمّ هذه الثنائية المنهجية انبلجت منهجية ثالثة كانت بين ذلك قواما، وهي منهجيّة توسّعيّة انمازت بمواكبتها التطور اللغوي مع حفاظ على السّمت السلفي للموروث اللغوي، هذه المنهجية التصالحية التوافقية تمثلت في شخصية الدكتور أحمد مختار عمر الذي عُني بقضية الصواب اللغوي، وانبرى لها في سنّ مبكرة، وتمخّض عن هذا الاهتمام تأليف كتابين عُنيا بقضايا الصواب والخطأ، ومعجم في الصواب اللغوي كان دليلا للمثقف العام على الاستعمال اللغوي . وليسَ من وَكْدِ هذا البحثِ الانغماسُ في أتونِ حركة التصحيح اللغوي التي سارت جنبا إلى جنب مع الخطأ اللغوي بيدَ أنه سيقف عند مثال يُؤتمُّ به ممّن تناولوا قضية الصّواب اللغوي، وسيكشف عن المنهجية التوافقية التي ارتضاها الدكتور أحمد مختار عمر التي تشي بسعة الاطلاع، وتشكّل بدورها مثالا لكل من يضرب في تيه التصحيح اللغوي . وبسبيل دراسة منهجيّة الدكتور أحمد مختار عمر في التصحيح اللغوي - التي نرى أنّها مثالٌ للمنهجية المُثلى في تناول مفردات اللغة بين التخطيء والتصويب - ارتضى البحث المنهج الوصفي التحليلي، فقدم إضاءة موجزة لسيرة الدكتور أحمد مختار الذاتية والعلمية، تلتها مقدمة للحركة التصحيحية في اللغة العربية، ومن ثم تطرق البحث إلى قضية التصحيح اللغوي عند الدكتور أحمد مختار عمر، ومعايير التخطيء والتصويب عنده، ومنهجيته في التصحيح اللغوي، وخطته النظرية والتطبيقية لإصلاح ما فسد من اللسان العربي.