المشكلات التي تواجه النساء اللاتي يترأسن أسراً فقيرة: دراسة ميدانية على عينة من منتفعات صندوق المعونة الوطنية

الملخص

هدفت الدراسة إلى معرفة وفهم أهم المشكلات التي تواجه النساء الفقيرات اللواتي يترأسن أسراً فقيرة، وقد أجريت الدراسة الميدانية على عينة قصدية مكونة من (140) امرأة فقيرة من اللواتي يتلقين مساعدات شهرية من صندوق المعونة الوطنية، وقد روعي في العينة أن تكون ممثلة لهؤلاء السيدات حسب التوزيع الجغرافي وفئة الانتفاع من الصندوق. ونظراً لأن الدراسة تسعى لفهم المشكلات التي تواجه السيدات الفقيرات بشكل متعمق، فقد استخدم الباحث المنهج النوعي، وتم جمع البيانات من خلال تحليل المضمون والمقابلة المتعمقة والملاحظة، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي أظهرت أن النساء اللواتي يترأسن أسراً فقيرة يعانين من مشكلات اقتصادية واجتماعية ونفسية تنتج عن الفقر أو ترافقه، وأن من أهم المشكلات التي عبرن عنها الفقر وآثاره المادية والصحية والتعليمية والاجتماعية والنفسية، وكذلك العنف الأسري، بكافة أشكاله وتحديداً عنف الزوج ضد الزوجة والطلاق والآثار المترتبة عليه، وغياب الزوج بأشكاله المختلفة (السجن، الهجر... الخ). كما اتضح من خلال الدراسة أن المشكلات الناجمة عن غياب الأزواج وبالرغم من أثرها المباشر على النساء، إلا أن جميع أفراد الأسرة يدفعون الثمن، كما أوضحت الدراسة أن معظم النساء في العينة عرفن نوعاً من أنواع العنف أثناء حياتهن الزوجية، كما تباينت تفسيراتهن لأسباب هذه المشكلات وسبل تعاملهن معها، وقدمت الدراسة مجموعة من التوصيات من أبرزها أن أي تخطيط لمكافحة الفقر يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المشكلات التي تواجه النساء اللاتي يرأسن أسراً فقيرة، وكذلك علاقات النوع الاجتماعي. بالإضافة إلى أن هناك حاجة لإجراء دراسات متعمقة حول مشكلات المرأة الفقيرة تعتمد أسلوب المشاركة والاستماع لأصواتهن، وأن على الجهات المعنية السعي الحثيث لإيجاد سياسات تؤمن مصالح النساء وتحديدا الفقيرات منهن واللواتي يترأسن أسراً فقيرة.