الفكر الاستراتيجي السياسي للشريف الحسين بن علي

الملخص

يبدو تناول البعد الاستراتيجي في فكر الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى أكثر صعوبة من تناول أية أبعاد أُخرى ذات صلة بالثورة لعدة أسباب أهمها: ما يتعلق بأدوات التحليل السياسي، ودراسة البيئة النفسية الذي شكّلت فطرته وخبرته مرتكزات أساسية في فكره الاستراتيجي. وقد قامت هذه الدراسة على سؤال عبّر عن المشكلة البحثية على الشكل الآتي: " إلى أي مدى أسهم الفكر السياسي الاستراتيجي للشريف الحسين بن علي في السعي لتوحيد الأمة العربية والاسلامية، وتحقيق طموحاتها بقيام الدولة العربية المستقلة من خلال إعلانه للثورة العربية الكبرى عام 1916؟"، وقد بحثت الدراسة هذا الفكر متّبعة المنهج التاريخي ومنهج تحليل النصوص، سعياً للوصول إلى نتائج تعكس عمق الطرح الاستراتيجي للشريف الحسين من خلال فكره السياسي. وقد لخّصت الدراسة فكر الشريف الحسين بن علي السياسي من خلال نقاط رئيسة من أهمها: وضوح الرؤية السياسية، والشورى في اتخاذ القرار، والاستقلالية في التفكير، والفهم السياسي الصحيح، وتمسك الزعيم الحسين - كممثل للعرب- بعقائده السياسية في الدفاع عن المطالب العربية، والسعي لإنشاء الدولة العربية المستقلة، والفهم الاستراتيجي لمطالب بريطانيا. ومن ثم تناولت كيفية صياغة الشريف لمفهومه الاستراتيجي السياسي للثورة، حيث برزت لديه ثلاثة اتجاهات، وقد مزج الشريف بين هذه الاتجاهات، وخرج منها بتوجه واحد أعلن استناداً إليه الثورة العربية الكبرى. وقد استنتجت الدراسة عدة استنتاجات من أهمها: أن الشريف الحسين بن علي كان يتمتع بفكر استراتيجي سياسي وعسكري عميقين، لكن أقواله وأفعاله وسلوكياته واتجاهاته التي شكلت استراتيجيته لم تُحظ بالاهتمام الكافي من البحث والدرس.