الدور النحوي في تلوين الأفكار في النثر الفني

الملخص

يستهدف هذا البحث الوقوف على الدور النحوي في تمكين الأديب من الانتقال الفني من فكرة إلى فكرة داخل النص، دون الوقوع في التكرار المعيب. ويتتبع البحث مصطلح الابتداء وما يناظره من مصطلحات في كتب النقد العربي القديم، ويبين كيف أولاه النقاد العرب عناية كبيرة، نظراً للدور الذي يقوم به في النص الأدبي، سواء أكان شعرياً أم نثرياً، ثم يكشف عن طريقة مغايرة في التعامل مع هذا المصطلح، وذلك بوصفه مدخلاً لكل فكرة رئيسة في النص، وليس مقتصراً على بدايات النص فقط كما كان الحال قديماً. وقد تناول البحث نماذج من النثر الفني لثلاثة من كبار الأدباء الذين عُرفوا بتميّز أسلوبهم الأدبي، وتفرّد نتاجهم وجودته، حتى إن نتاجهم النثري لَيُعد من قبيل النثر الشعري، وهؤلاء الأدباء هم: مصطفى لطفي المنفلوطي، مصطفى صادق الرافعي،جبران خليل جبران. ويقصد بالابتداء في هذه الدراسة ما شكّل معنى مكتملاً، سواء تأتّى هذا المعنى بجملة واحدة أو بأكثر من جملة. وقد خلص البحث إلى وجود عدة وسائل نحوية في مداخل الأفكار الرئيسة في النصوص محل الدراسة لدى الأدباء الثلاثة، شكلت مرتكزات قامت عليها تلك النصوص، ومنها: النداء - الشرط – التوكيد بحروف المعاني – التكرار بأشكال متعددة – الاستفهام – التعجب – النفي - التقديم بصور مختلفة – تضافر أكثر من وسيلة معاً في المدخل. وقد عرض البحث سريعاً لما كان لكل أسلوب أو تركيب نحوي من دلالة وأثر في الابتداء أو المدخل لأفكار النص، فلم يكن استخدام الكاتب لهذا الأسلوب أو لذاك التركيب استخداما عشوائيا أو حيثما اتفق، بل كان اختيارا وانتقاء لما يتفرد به هذا الأسلوب عن غيره في موضعه، بحيث لا يؤدي غيره أداءه.