اتجاهات المواطنين القطريين نحو منظومة مقومات الهوية الوطنية في قطر

الملخص

تتّسم المجتمعاتُ الإنسانيّة بِهُوِيّة تميّزُ كلًّا منها، تحدّد صفاتِها في حِقبة زمنيّة معيّنة وتولّد الإحساس لدى أفرادها بالانتماء إلى شعب محدّد والارتباط بوطن معيّن، وللمجتمع القَطَرِيُّ كأيّ مجتمع إنسانيّ هُوِيّتُهُ الخاصّة المميّزة في إطارها الخاصّ زمانًا ومكانًا، وقد مرّ خلالَ العقود الأربعة الأخيرة بتحوّلات كبيرة في مختلف الصُّعد، وأصبحت تركيبتُهُ متنوّعةً تضمُّ في داخلها أطيافًا متنوعة وَهُوِيّاتٍ متداخلة، وهي تحوّلاتٌ يمكن عَدُّها أحداثًا طبيعيّة في سياقها، أو النَّظَرُ إليها بِوَصْفِها تُحدث تغيُّرًا في مقوّمات الهُوِيّة الوطنيّة وَسِماتها ومدى ولاء أفرادها لها مقارنةً بالهُوِيّات المتداخلة التي قد ينتمونَ إليها، وتهدف هذه الدراسة إلى تعرُّف كيف يُحدّدُ المواطنون القَطَرِيّون أهميّة المقوّمات والسّمات التي تحدّد هُوِيّتَهُمُ الوطنيّةَ ومدى تأثرها بالعوامل الاجتماعيّة والثقافيّة المتعلّقة بها، وتعرُّف أولويّة انتمائهم إليها مقارنةً بالهُوِيّات المتداخلة، التي تشملُ الخليجيّة والعربيّة والإسلاميّة والقَبَلِيّة، وأمّا منهجية الدراسة فتستخدم الدراسة بيانات مسح الهُوِيّة القطريّة التي أعَدّها معهد البحوث الاجتماعيّة والاقتصاديّة المسحيّة (SESRI)، جامعة قَطر، في فبراير 2018، وتضمّنت عينتُها 1226 مواطنًا قَطَريًّا في عمر 18 سنة فأكثر، واستخدمت الإحصاء الوصفيَّ لتلخيص خصائص العينة الديمغرافيّة واتّجاهات المواطنين نحوَ سِمات هُوِيّتِهُمُ الوطنيّةِ وشدّة انتمائهم إليها وإلى الهُوِيّات المتداخلة،واستخدمت الإحصاء الاستدلاليَّ والاختباراتِ الإحصائيّةَ لدراسة أثر العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة في تلك الاتّجاهات. وأمَّا أبرز النتائج فكانت تعرُّف اتّجاهات المواطنين نحوَ سِمات تَمَيُّزِ الهُوِيّةِ الوطنيّة القَطَرِيّة ومقوّماتها، ومدى إعطاء أفرادها أولويّة لها قياسًا بغيرها من الهُوِيّات الأُخرى، والسياقات الاجتماعيّة والثقافيّة المتعلّقة بها.