الغزل والتقاليد الشعرية إلزام النقاد وتمرد النص

الملخص

تبحث هذه الدراسة الجدلية التي رافقت محاولات تقنين جماليات النص، تلك المحاولات التي جابهها النص بتمرده وانفلاته، ليثبت أنه أكبر من أن يوضع في قاعدة جمالية ضيقة تمثل ذوق عصر أو مرحلة معينة، وقد اخترنا غرض الغزل عينه لهذه الدراسة لما يمتاز به هذ الغرض من خصوصية، فهو يتعلق بالمشاعر الإنسانية تلك المشاعر التي تتسم بالتمرد وعدم الاستقرار والتبدل، فعلى الرغم من كون الغزل يرجع إلى طبع إنساني واحد وهو الميل إلى النساء، إلا أن تجارب الغزل هي تجارب خاصة لها حساسية تتغير بتغير الشخص وتغير المجتمع وتغير الزمن؛ لذلك لا يمكن فرض قواعد مسبقة تكون معياراً جمالياً مطلقا لنص الغزل، وهذا ما حاولنا أن نثبته في بحثنا هذا من خلال إعادة قراءة لمقولات النقاد القدامى، ونماذج النصوص التي تمردت على تلك الاشتراطات المسبقة، تلك النماذج التي تثبت أن النص لا يحتويه تحديد جمالي يعتمد على خصوصيات زمن أو مجتمع معين، وأن النص الشعري حركي متمرد لذلك يجب أن يكون النقد كاشفا للأحكام الجمالية التي تنتجها حركية النص الشعري، فلا يكون النقد مجرد قياس لمدى موافقة النص لقالب موجود مسبقا بوصفه المعيار الجمالي المطلق، ففي هذه الحالة تكون مهمة النقد مهمة ذات طبيعة شبه كمية تقيس مدى موافقة النص لمساحة القالب المفروض.