التجاذب الحضاري في صورة الطلل في الشعر الجاهلي

المؤلفون

  • Mohammad Alzoubi
  • Hamed Ayyat

الملخص

تكشف الوقفة الطللية عن جزع الشاعر الجاهلي وفزعه من عفاء الديار، وانطماس المعالم الدالة على قاطنيها القدامى حتى باتت لا تكاد تعرف، وذلك لأنها تجسيد مادي لمآثرهم وتاريخهم. من هنا حاول الشاعر أن يقوم هو نفسه بحفظ هذا التاريخ من خلال شعره. فسمى الطلل، وحدد موقعه، ووصفه، ليظل حياً في ذاكرة الأيام. وقد كشف عن أحلامه ومخاوفه معاً من خلال تشبيه رسوم الطلل بالوشم وبالكتابة برجاء أن يقاوم مثلهما عوامل الفناء. ولما كان الوشم صورة بدوية ذات ارتباط بالمعتقد الوثني السحري، والكتابة صورة حضارية، فقد رجّح الباحثان وجود استجابتين مختلفتين في مواجهة الاندثار الحضاري: استجابة بدوية تقليدية تتمسك بالانتماء إلى الثقافة الوثنية، ومألوف الحياة الجاهلية، وتعتمد- من ثم – على حفظ الحضارة عن طريق الرواية الشفوية، وهي استجابة ذات نزعة عاطفية. واستجابة حضارية جديدة تستشعر ضرورة الانتقال من طور البداوة إلى طور الحضارة، ومن "الشفوية إلى "الكتابية"، وهي استجابة ذات نزعة عقلية. وهاتان الاستجابتان تتنازعان في نفس الشاعر والإنسان الجاهلي بعامة، وإن كانت الكفة تميل إلى صالح الثانية منهما. ويكشف تشبيه رسوم الطلل بالكتابة عن أن الشاعر الجاهلي كان يخشى على شعره نفسه، الذي أناط به مهمة حفظ التاريخ والحضارة، من الاندثار الذي حل بالطلل، إذا لم يقيض له أن يدوّن.

التنزيلات

منشور

2021-06-14

كيفية الاقتباس

Alzoubi, M., & Ayyat, H. (2021). التجاذب الحضاري في صورة الطلل في الشعر الجاهلي. Dirasat: Human and Social Sciences, 48(2). استرجع في من http://archives.ju.edu.jo/index.php/hum/article/view/109414

إصدار

القسم

Articles