النزاع على الأرض في السودان وآليات فض النزاع جنوب ولاية النيل الأبيض نموذجاً

الملخص

يعد النزاع على الأرض الذي أخذ مكانه بين اهتمامات الباحثين والسياسيين والمخططين وغيرهم أحد أهم القضايا موضوع النقاش في الوقت الراهن، وفي هذا الإطار تبحث هذه الورقة في النزاع على الأراضي الريفية في السودان، وذلك بالتركيز على منطقة جنوب ولاية النيل الأبيض، وتهدف الورقة إلى تقصي مسببات النزاع، آثاره، والآليات الكفيلة بفضه، ولتحقيق هذه الأهداف تبنت الورقة منهج الاقتصاد السياسي إطاراً نظرياً للدراسة في سياق تحليله لعلاقة الاقتصاد بالسياسة، واعتمدت الورقة على المسح الميداني المكثف الذي غطى اثنتي عشرة قرية، أُعملت فيه المقابلات الشخصية والمناقشات الجماعية مع مختلف فئات المجتمع والجهات ذات الاختصاص، وهذا إلى جانب المعلومات الثانوية من مصادرها المنشورة وغير المنشورة، كما استخدمت الورقة أيضاً المنهج الاستقرائي، وتوصلت الدراسة إلى أن منطقة جنوب النيل الأبيض تشهد نزاعاً على الأرض بين مختلف مكونات المجتمع وخاصة بين الرعاة والمزارعين، الأمر الذي ترتبت عليه العديد من الآثار السالبة حيث الخسائر البشرية، فقد الممتلكات وموارد الثروة، ضعف العلاقات الاجتماعية، تقويض السلام الاجتماعي، والتدهور البيئي، وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن التدخل السالب للدولة في الأرض جراء سياساتها غير الرشيدة كان السبب الرئيس وراء تلك النزاعات، وأوصت الورقة بضرورة النظر إلى النزاع من منظور مغاير، ويرتكز على العديد من الأطر المؤسسية والتشريعية والقانونية والمجتمعية ذات الصلة بالأرض التي من شأنها أن تفضي إلى واقع معافى وأمن مستدام، وعليه فالدراسة تعد إضافة في مجال أدبيات النزاع على الأرض، كما أنها تفتح الباب لمزيد من الدراسات المتخصصة في هذه المجال.