المَنْحى القِيَمِي في رواية دوريس لسنج الجـوع

الملخص

تتقصى هذه الدراسة موضوع تناول دوريس لسنج إشكاليات فتيشية السلعة (أي التعلق الهوسي بها) وعلاقة ذلك بالقـيم في رواية الجـوع. وتتخذ الدراسةُ منطلقاَ نظرياَ مفاهيمَ كارل ماركس وجورج لوكاش ووليام بيتز وفرويد حول التعلق بالسلعة. تذهب الدراسة إلى أن لسنج تموضع الهوس بالسلعة الاستهلاكية (وكأنما هي شيء يحمل سحرية خارقة) في فضاء يقع بين العامل السوسيو- اقتصادي والعامل النفسي. ودلالياً، تعادل السلعة الموسومة بالسحرية في رواية لسنج الثقافة الأوروبية المرتبطة بالعرق الأبيض والاقتصاد الرأسمالي، وتعني كذلك الجـوع بمعناه الـرمزي. وتتبدى أشكال الجـوع في الرواية كعناصر تهدد الرجولة الأفريقية باللافعالية واللاجدوى، من هنا يتجلى الجـوع في الرواية صورة رمزية للإخصاء الاقتصادي-السياسي. ولتحرير الـوعي الأفـريقي المناهض للاستعمار من خمـوله، فإن على الذات التي تعاني التـبعية أن تقـوض غـوايات السلعة الاستهلاكية وأن تنشد فهماً حصيفاً للـقيمة ولمفهوم الانسان الاقتصادي. وعلى الرغم من هذا الطرح في خطاب الرواية، فإن العـامل الذي يُرشد ذات الرجل الأفريقي إلى مقـاربة جديدة لـلواقع، ويوّلد فيه حراكاً حيوياُ، ويَغْـرس فيه رجولة أفريقية قَيّـمة فاعلة، قادرة على تجاوز غـوايات السلعة الاستهلاكية، هذا العـامل هو الممارسات الكرنفالية (حسب مفهوم باختين) التي تتجلى في ذات المرأة الأفريقية.