العلاقات السياسية لخولان الأجدود بملوك سبأ وذي ريدان من خلال النقوش

الملخص

خولان من القبائل الكبرى ذات التاريخ القديم، وديارها تمتاد على مساحات شاسعة في شبه جزيرة العرب، ورد ذكرها في نقوش المسند بصيغ مختلفة؛ منها على سبيل المثال: النقوش (5 /Ja601)،Ja 602/ 5 ، (10)، 12،14) /Ja616)( ). ولقد لعبت خولان الأجدود دورًا كبيرًا في الأحداث السياسية التي مرت بها دولة سبأ وذي ريدان، ولعل النقوش التي يرجع تاريخها لعصر ملوك سبأ وذي ريدان قد أوضحت لنا مواقف قبيلة خولان الأجدود العدائية والمتقلبة ضدهم، وأشارت المصادر النقشية إلى حركات التمرد التي قامت بها تلك القبيلة على سادتها ملوك سبأ ابتداءً من عهد الملك "وتار يهأمن"، وقد نجحت سبأ في تأديب تلك القبائل وقمع تمردها؛ فعلى سبيل المثال صور لنا النقشان (Ja601، Ja 602 ) حركة التمرد التي قامت بها قبائل خولان، وخروجهم على السلطة المركزية في سبأ، وأشار النقشان إلى نجاح الحملة التأديبية التي وُجِّهت لهم، وتتوالى محاولات ملوك سبأ وذي ريدان لكسر شوكة الخارجين على سيادتهم، وتصف لنا النقوش أحداث الحملات التأديبية التي كان ملوك سبأ وذي ريدان يرسلونها لتأديب الثائرين عليهم ومن تواطأ معهم، وأشارت عدة نقوش إلى الجهود التي بذلها ملوك سبأ للقضاء على تمردات خولان، وإلى نجاحهم في تأديب خولان الأجدود وفروعها المنتشرة على امتداد شبه الجزيرة العربية، لمحاولتها الخروج على الكيان السبئي وسلطته، وهذا ظهر بشكل واضح في عدة نقوش؛ منها: (Ja629)، (CIH 308)، (Ir13)، (Ir12)، (Ja616) إلى غير ذلك من نقوش المسند المعروفة. وتهدف الدراسة إلى إبراز العلاقات المتذبذبة وغير المستقرة بين ملوك سبأ وذي ريدان وقبيلة خولان الأجدود، وذلك بحسب ما تحققه تلك العلاقات من مصالح لكلا الطرفين، فقد سجلت النقوش السبئية حملات عسكرية وحروبًا ومعارك كثيرة بين الطرفين.