دليل معرفة الله بالعقل في فلسفة الماتريدي الكلامية

الملخص

ملخص تناولت هذه الدراسة جانباً مهماً من تفكير أبي منصور الماتريدي (ت333هـ) "معرفة الله بالعقل" الفقيه والعالم في الفكر الإسلامي الذي يُعدّ المؤسس الحقيقي لعلم الكلام الإسلامي السنّي. وتمثلّ هذا الجانب في قضية الاستدلال على معرفة الله تعالى بالعقل وذلك بموازاة الأدلة النقلية الشرعية كما جاءت في التصور الإسلامي. وهدفت الدراسة إلى توضيح وتحليل طبيعة إشكالية أولوية العقل والنقل في نظرية المعرفة عند الماتريدي. من خلال مناقشة حججه التي ساقها للتدليل على قيمة المعرفة العقلية للوجود الإلهي. كما وهدفت إلى التعرف على منهج الماتريدي في الوصول إلى المعرفة بعامة وإلى معرفة الله تعالى بشكل خاص. وتوصلت الدراسة إلى أن منهج المعرفة بواسطة العقل هو أساس رؤية الماتريدي في الوصول إلى ما يريد معرفته. ولكنه في الوقت نفسه أولى النص القرآني مكانة لا تضاهي من حيث كونه الضابط الأول لتصوراته ونتائجه العلمية. فالعقل والوحي عنده هما ضابطا كل ما استقر عليه من قناعات، ووسيلته في جمع معلوماته الأولية هي الحسّ والخبر والتأمل في عناصر الكون، وتحليلها في ضوء الوحي و العقل، ومن ثم الوصول إلى تصوراته عن الوجود الإلهي والعالم وحدوثه والإنسان وعناية الله به، فضلاً عن موقفه من الأديان والعقائد والرسالات السماوية.