مقاميّة الخطاب الديني المعاصر في الإعلام المرئي قراءة تداولية

Abstract

يتعيّن على منشئ الخطاب أيًّا كان نوعه استحضار بيئة كلامية ومقامية تتلاءم وطبيعة ذلك الخطاب، بل يستلزم تحديدَ مقام أو سياق يعاضد أدوات الخطاب الأخرى تحقيقًا للأثرٍ في المتلقي. وعليه ينظر هذا البحث في مقامية الخطاب الديني في الإعلام المرئي المعاصر انطلاقًا من المادة الخطابية المبثوثة في الفضائيات المرئية وصفًا وتحليلاً لكيفية انتخاب منشئ الخطاب مقامًا أو سياقًا يسهم في تشكيل خطابه، ويستهدف هذا البحث استظهار مقامات الألسنة العربية الحاضرة في الخطاب الديني المعاصر في الإعلام المرئي؛ راصدًا مشهد التمثيل اللغوي بتنوع أداءاته اللسانية، وصولاً إلى استكناه المسوغات والأسباب المؤدية إلى إنتاج ذلك الخطاب بتلكم الصورة، وانتهاء بالوقوف على مواطن القوة أو الضعف في ذلك المشهد. وتحقيقًا لتلكم الغاية يتوسّل الباحث بالمنهج الوصفيّ التحليلي متّكئًا على فحص مادّة ذلك الخطاب ومتخذًا من رصد المشهد الخطابي الإعلامي مرتكزًا يلج من خلاله إلى أسلوبية الحضور المقامي المنوّع اجتماعيًّا ونفسيًّا وغيرهما؛ مما يَبِين أثر السياق في تمايز أنماط الخطاب. لينتهي الأمر بتحصّل بعض الاستنتاجات منها؛ تنوع أنماط المقام اللساني للخطاب الديني تبعًا لطبيعة المضمون المقدَّم وثقافة المتلقين، فضلاً عن الإمكانات اللغوية والبيانية التي يمتلكها منشئ الخطاب. ومجيء المشهد الخطابي الديني متفاوتًا من حيث طبيعة الأداء اللغوي؛ فظهرت الفصيحة النقية تارة، وتمظهرت اللغة الهجينة تارة أخرى، واستولت اللغة العامية بتنوع لهجاتها تارة أخرى.