صيغ الجمع في "أنشودة المطر": دراسة في البنية والدّلالة

Abstract

تحتلّ "أنشودة المطر" مكانة مرموقة بين قصائد بدر شاكر السّيّاب بخاصّة، وقصائد شعر التفعيلة بعامّة، فابتداءً بموضوعها الأثير، ومروراً بلغتها المتفرّدة، وموسيقاها العذبة، وتصويرها الفائق الجمال، وانتهاءً بخصائصها الفنّيّة والأسلوبيّة العالية، التي تكشف عن شاعريّة فذّة، تقف هذه القصيدة كالعارض الهَتِن بين روائع السّيّاب، وأناشيده الخالدة. وفي هذه الورقة البحثيّة إضاءة على إحدى الظواهر الأسلوبيّة اللافتة في قصيدة "أنشودة المطر"؛ تلكم هي: تعدّد صيغ الجمع وأبنيته الصّرفيّة، التي تشمل: صيغ الجمع السّالم، بنوعيه: المذكّر، والمؤنّث؛ وجمع التّكسير، وأبنية اسم الجمع، واسم الجنس الجمعيّ، واسم الجنس الإفراديّ، وتشكّل في مجموعها ظاهرة أفرط الشّاعر في استخدامها، وتعكس في مجموعها أبعاداّ نفسيّة، كانت قد استقرّت في وعي الشّاعر، أو لاوعيه، فجاء توظيفه لها دالّاً ومعبّراً، ووافياً بالغرض، ومناسباً للمقام. والبحث محاولة جادّة لاستقصاء صيغ الجمع وأبنيته في القصيدة، واستنطاق ذات الشّاعر الذي يعيش حالتين شعوريّتين متباينتين: حالة الإحساس بالظلم والقهر والحرمان، التي يقاسي آلامها وأحزانها هو وأبناء وطنه، وحالة الإحساس بالأمل والتّفاؤل والاستبشار بمستقبل مشرق، ينعم فيه الجميع بخيرات الوطن وبركاته وثرواته الطّبيعيّة، ضمن بيئة آمنة تسودها قيم العدل والمساواة والحرّيّة. فجاءت صيغ الجمع تعبيراً صادقاً عن مضامين هاتين الحالتين الشّعوريّتين، وأبعادهما الإنسانيّة الرّحبة.