الحِجَاج في خُطبة ابن عاصم

Abstract

لقد تناول هذا البحثُ الحديثَ عن كيفية توظيف ابن عاصم للحِجَاج في خطبته، ومن ثَمَّ كيفية ارتكازه عليه بأشكاله ومعاييره المتنوعة وقوانينه في تكوين هذا النّصّ الخطابيّ باعتباره فنّ الإقناع. كما حاول توضيح نشأة مفهوم الحِجَاج. وكان ارتكاز الكاتب على الحِجَاج يعدُّ باعثًا مهمًّا في بثّ أفكاره للمتلقي بصورة مقنعة، مما جعل هذا النّصّ الخطابيّ أكثر قبولاً لدى المتلقى هو كون اعتماد الكاتب على براهين مقنعة لديه من مثل: القرآن الكريم؛ فهو مرجعيّة ثقافيّة لا تحتمل التأويل، فهو يحمل درجة عالية من التصديق لديه. وكان الأسلوب الّذي اتّبعه ابن عاصم يعدُّ رافدًا مهمًا في تعزيز النّصّ الحِجَاجيّ تعزيزًا قويًّا، ولا سيما أنَّ هذا الأسلوب في نظر الباحث يشكّلُ تأسيس نظريّة حِجاجيّة أسلوبيّة على مستوى عالٍ من النّاحيّة الفنّيّة في الكشف عن تكنينات الأسلوب، ومنها المستخدمة في خُطبة ابن عاصم. ولعلّ ابن عاصم قد نجح في إيصال أفكاره ومبتغاه بشكل منطقي ومتدرج، وكان معتمدًا في ذلك على المنطق العقلي في صياغة خطبته.