الغضب في الشعر الجاهلي

Authors

  • Arif AL-Ahbabi

Abstract

من خلال استقرائنا لنصوص الشعر العربي قبل الإسلام التي تضمنت طبيعة الإنسان وحالات الغضب التي تعتريه من جراء الإثارة بدافع الحمية فتتولد له ردود فعل يغلب عليها طابع الغضب والشد نحو قضية أرقتهُ حيث جعلتهُ يبحث عن الحلول لمعالجة وضعه النفسي المرتبك وهي محاولة لإعادة هيبته وتوازنه وفي الوقت نفسه ثورة ذاتية تنطلق من شعور أنساني لا إرادي أحياناً وإرادي أحايين أخرى، ونشيد الغضب الشعري دعوة لإصلاح الخصم وتعديل مساره الخاطئ لكي يلزم حدوده ويعرف مقدار حده، ولا يسمح له بالتمادي ثقافة اعتمدها الشاعر الغاضب لتوصيل أفكاره إلى كل من لا يراعي حقوق الآخرين ولا يلزم حدود الخالق ولا يعرف مقدار حده، لذا فالغضب يقود ولا يقاد وصاحبه يرتجل الشعر ارتجالاً من دون رهبة أو تردد لكونه أستنفر طاقاته من أجل قيم عليا، وهي عدم السكوت على الضيم أو قبول الأهانة فضلاً عن الأمور الأخرى التي تتعلق بالعرض والشرف، والدفاع عن الأرض وساكنيها، هكذا كان العربي غاضباً لذاته ولمبدأ آمن به في تلك الحقبة الزمنية طالما تغنى بها الشعراء في ميدان الحياة الحربية انتفاضاً لقبيلته وقومه، فيدخل معمعة الصراع أيماناً منه بأن الذي لا يغضب يفتقر لعنصر الحمية، ولا يمتلك الشجاعة، فالغضب حالة شعورية لا تظهر على صاحبها إلا من خلال الإثارة والتجريح والطعن والغبن في حقوق والانتقاص من الناس فينفجر بركان الغضب المجلجل فلا تهدأ سكينة من عاش مرارة الغضب إلا بالثأر على وفق ما يتطلب الموقف من إشباع لنفسية الغاضب بردود فعل مقرونة بالقول والفعل.

Downloads

Published

2019-07-24

How to Cite

AL-Ahbabi, A. (2019). الغضب في الشعر الجاهلي. Dirasat: Human and Social Sciences, 46(2). Retrieved from http://archives.ju.edu.jo/index.php/hum/article/view/105001